Picture

سم الله الرّحمن الرّحيم
يا أيّها الذين آمنوا لا يجرمنّكم شنآن قومٍ أن لا تعدلوا * إعدلوا هو أقرب للتّقوى واتّقوا الله إنّ الله خبيرٌ بما تعملون 
صدق الله العظيم 
(المائدة , 8)

قمّة الشّجاعة أن يكفّ المرءُ النّفسَ عن هواها .. فواهاً لها لما سوّلت لها ظنونها و مناها...
وقمّة الغلبة أن يكون الإنسان صادقاً مع نفسه , منسجماً مع تاريخه , منصفاً في تقييمه , صادقاً في حكمه ...
أمّا قمّة الإنحطاط أن يصبح الهوى إلها مقدّساً يسبَّح بحمده و يقدَّس له .. فتعمى الأبصار عن ما سواه .. وما عمت الأبصار و إنّما القلوب ..
الغالب هو الذي يوفي الكيل و يقسط الميزان .. أن لا تطغوا في الميزان ..
و الغالب هو الذي يمتلك الشّجاعة الكافية ليتحدّث عن ما للآخرين كما يتحدّث عن ما له ..
وبعد ,
هل من الغلبة أن يزوّر تاريخٌ جهاديٌّ ناصعٌ .. و ان تنسب بطولاتٌ إلى غير أصحابها الحقيقيّين ؟ 
و هل من البطولة أن تمتدّ يد التّطبيل الإعلاميّ إلى محطّات صنعت تاريخاً فقط لأنّها لا تقدّم قرابينها لإله الهوى ؟

بسم الله الرّحمن الرّحيم
أفرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا
صدق الله العظيم 
(الفرقان , 43 )

وبعد ,
فإنّ السّياسات الإعلاميّة التي لم تنفتئ يوماً ما عن التّشويه المتعمّد لتاريخ حركة أمل الجهاديّ و التي تجلّى آخرها في ما يسمّى بمسلسل "الغالبون" ليست سوى حلقة جديدة من سلسلةٍ بدأت بسرقة الشّهداء و العناوين الجهاديّة ومرّت بالتّشويش الدّائم على كلّ عمل بطوليّ .. وأذناي ما زالت تتردّد فيهما أنّ "الشهيد هشام فحص فجّر حالو بالسمكات !". 
كيفما كان يريدون نزع هذا المجد من حركة أمل .. ففي كتيّب صدر في العام 2000 جاء : "و قد انطلقت فكرة المقاومة الإسلاميّة في معركة خلدة التي قامت بها إحدى المجموعات الإسلامية " (ربّما قد تكون جماعة منقرضة). و اليوم ينسبونها إلى الفلسطينييّن و غداً قد ينسبونها إلى نمور التّاميل الثائرين في سريلانكا و الله العالم !
بالأمس تحدث النائب علي عمار عن وقائع خلدة و هو الذي كان إلى جانب دولة الرّئيس المجاهد الأخ نبيه برّي آنذاك :


إنّ جيلاً مؤمناً بفكر محمّد سعد و خليل جرادي و اخوانهما لا يمكن غسل أدمغة روّاده و إن تكالبت الدّنيا كلّها على تاريخه .. فهو تاريخٌ كُتب بالدّماء على صفحات البطولة .. لا يمحوه مال الدّنيا و ما فيها ..
وستبقى أمل شوكةً تقضّ مضاجعهم .. وصخرةً تتحطّم عليها محاولات التّزييف ..
فأمّا الزّبد فيذهب جفاءً .. وأمّا ما ينفع النّاس فيمكث في الأرض ..